حماس تمنع عرض فيلم يُظهر فلسطينية تتمايل لجنود الاحتلال
منعت حكومة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" عرض فيلم فلسطيني في قطاع غزة بدعوى أنه يضم مشهدا مسيئا للمرأة الفلسطينية؛ حيث تظهر فتاة تتمايل بدلال لجنود الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
الفيلم حمل عنوان "ماشو ماتوك" أو "شيء حلو" وهو فيلم قصير أخرجه خليل المزين عام 2010، ويرصد التفاعل بين جنود إسرائيليين وأطفال فلسطينيين يلعبون كرة القدم في قطاع غزة حين كان محتلا.
وعلى الرغم من مشاركة الفيلم في مهرجان "كان" السينمائي؛ فإن حركة حماس منعت عرضه محليا، وقالت إن هذا بسبب مشهد مدته أربع ثوان يتابع فيه جنود إسرائيليون بإعجاب امرأة فلسطينية جميلة تمر من أمامهم، وشعرها مكشوف.
وقال مصطفى الصواف، وكيل مساعد وزارة الثقافة الفلسطينية في حكومة حماس بغزة إن المشهد "محشور على النص".
وأضاف "الفتاة كانت تتمايل وتضحك للجنود الإسرائيليين، وهذا غير لائق. النساء الفلسطينيات لا يفعلن ذلك"، ووصف الصواف تدخل الوزارة في الأعمال السينمائية والتلفزيونية بأنه محدود.
ويبدو أن جانبا كبيرا من الخلاف ينبع من أن أحداث الفيلم التي تجري في السبعينيات تُظهر امرأة غير محجبة، وهو مشهد نادر في غزة الآن.
وفي حين أن الرقابة شائعة في المجتمعات العربية والإسلامية؛ إلا أن بعض الفلسطينيين يعتبرون أن الرقابة التي تفرضها حماس مبالغ فيها نتيجة جهودها لفرض النظام في القطاع الذي يقع بين إسرائيل ومصر والبحر المتوسط.
وقال أحمد أبو ناصر (23 عاما) الذي ساعد هو ومحمد توأمه وشريكه الفني المزين في فيلم "ماشو ماتوك": "هناك رقابة صارمة.. ليس من العدل أن يمنع فيلم لمجرد وجود مشهد لفتاة تظهر شعرها".
ويقول الكاتب والمخرج الفلسطيني سويلم العبسي إن "السينما في غزة عبارة عن حفر بالأصابع في الصخر".
صناعة الأفلام بغزة
ولا تقتصر هذه الشكاوى من العاملين في صناعة السينما في قطاع غزة على نقص التمويل والمعدات والاستديوهات. وبعد مرور أربعة أعوام من حكم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تنهك الرقابةُ صناعةَ الأفلام المحلية الواهنة.
وفي ظل مواجهتها مع إسرائيل ومنافستها لحركة فتح في الضفة الغربية؛ تضخ حماس منذ فترة طويلة استثمارات في الأخبار التلفزيونية، وعلى شبكة الإنترنت، والبرامج التعليمية، بل والرسوم المتحركة التي تروج لآرائها السياسية.
لكن فنانين مستقلين يقولون إن وزارة الثقافة في غزة حيث يجب أن تتم الموافقة على المشاريع قبل عرضها العام تسارع إلى اتخاذ إجراءات صارمة مع المحتوى الذي لا يتفق مع معايير حماس.
ولا توجد دور للعرض السينمائي في غزة، وكانت هناك ثلاث دور للعرض قبل أن تسحب إسرائيل جنودها ومستوطنيها عام 2005، غير أنها أُحرقت خلال أحداث الاقتتال الفلسطيني الداخلي، وتنتشر أجهزة التلفزيون المتصلة بالأطباق التي تستقبل إرسال القنوات الفضائية في كل مكان.. لكن لا توجد أماكن عامة للعرض.